هل اقتربت الصفقة بين ترامب وآيات الشر في طهران..!!
نعم وعلى عكس مايتم تداوله في الإعلام للتشويش لكن حلم ترامب الأخير هو ان يأخذ صورة مع الخامنئي فهو معجب بشخصيات مثل بوتين وكيم ايل والخامنئي.
سيكون العراق ثمنا لهذه الصفقة، فمثلما كانت سوريا ثمنا لصفقة 2015 حين سلّم أوباما بالنفوذ الإيراني في سوريا كجزء من صفقة النووي، سيتم الاعتراف بالعراق كحديقة خلفية للنفوذ الايراني، وستكون نسخة عن صفقة ايران غيت ( ايران كونترا) التي عقدها ريغان مع الملالي لقاء تزويدهم بالسلاح.
فلا تحلموا بالمستحيل فتتوهموا بحرب بين ترامب وولاية الفقيه حيث كنت ومازلت احذر من الوهم والاحلام التي يبنيها البعض فيتوهم ولو للحظة واحدة ان حربا ستندلع بين الولايات المتحدة وايران بل الصحيح ان حلم ترامب الوحيد يتلخص في ان يجتمع بالخامنئي واخذ الصور التذكارية معه مثلما فعلها مع زعيم موريا الشمالية .
وتعقيبا على ماكتبته منذ اول يوم لانتخاب ترامب فقد جاءت الاحداث لتعزز ماذهبنا اليه،فها هو ترامب يراسل الخامنئي متوسلا المفاوضات ويعرض عليه ان تكون ايران دولة قوية مزدهرة
،ثم يؤكد ويعلنها صراحة وخارج السياقات المألوفة انه لايوافق على قيام اسرائيل بمهاجمة إيران، ثم كان شهد اول يوم لتسلمه السلطة ان يطرد «براين هوك» الممثل الخاص السابق لشؤون إيران في عهده الرئاسي الأول،وكان هوك مستشارًا متحمسًا للحرب وداعمًا لسياسة "الضغط الأقصى" والعقوبات التي فرضها ترامب خلال فترة رئاسته الأولى ضد إيران، وقد علق ترامب على إقالة هوك بنشر تغريدة على منصة "تروث سوشيال" موجهة إليه قال فيها: "أنت مطرود".
كما ألغى ترامب تدابير الحماية التي كان يتمتع بها كل من وزير خارجيته السابق مايك بومبيو (والذي كان من تهم مهندسي فكرة اغتيال قاسم خراساني قائد فيلق القدس ) وجون بولتون مسؤول الامن القومي السابق في عهده الرئاسي الاول آخر تم تجريده من فريقه الأمني ،وهما من الصقور المنادين بالتشدد مع ايران.
انتظروا صفقة ترامب- ايران..!!
امتلك من الثقة المطلقة لكي أقدم رأيا يختلف مع كل مايقوله خبراء التحليل ومراكز البحوث وتقديرات مخابرات العالم بخصوص مايقال عن احتمالية حرب يتوهم القطيع ان يعلنها ترامب ضد ملالي طهران بل الأصح ان ماجرى من اتفاق هدنة في لبنان وغزة ماهو سوى صفقة ايرانية - امريكية قام ترامب من خلالها بالضغط على اسرائيل للقبول بما تم التوصل اليه،وهي نفس صفقة ريغان مع الخميني التي تم ابرامها في السر عام 1981 عندما تم إطلاق سراح الرهائن الأميركيين المحتجزين في السفارة الأميركية بطهران عام 1981، والذي تزامن مع إدلاء الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان اليمين الرئاسية.
(مشهد ترامب اليوم هو نفس مشهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان وبنفس السيناريو والاخراج والتفاصيل).
ومانقوله لاينبع من اجتهاد عارض بل يستند الى حقائق على الارض يعرفها الجميع لجهة الضغوط التي مارسها ترامب على اسرائيل لاجبارها على وقف الحرب مع لبنان حين أوضح مساعدون لترامب خلال محادثات مع مسؤولين إسرائيليين كبار أن الرئيس الأميركي مهتم بالهدوء في الشرق الأوسط، من أجل التركيز على القضايا الداخلية كما أوضحوا أن "ترامب ليس لديه رغبة في التعامل مع حرب أخرى في أيامه الأولى".
وقد نقل موقع أكسيوس عن مصادر مطلعة أن مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط قد لعب دورا حاسما في مفاوضات هدنة غزة ومارس ضغوطا على نتنياهو بتوجيه من الرئيس المنتخب ترامب وقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحرف إن ترامب جاد بشأن صفقة غزة فلا تفسدها، وعليك المسارعة في إرسال مسؤولين كبار مع تفويض لإتمام الصفقة وهذا نفس ما أكده مستشار ترامب للأمن القومي مايك والتز، حين قال أن الفضل يعود لقوة ترامب.
وهذا ما أشارت اليه مصادر صحفية اسرائيلية بالقول ان موافقة نتنياهو على الصفقة جاءت بعد اجتماع متوتر بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط أدى إلى تحقيق تقدم في المفاوضات ، حيث مارس يتكوف جهودا وصغطا كبيرين للتأثير على نتنياهو بتوجيهات من ترامب نفسه،وهذا الامر اعترف به عضو الكنيست عن حزب الليكود حين قال كنا نعتقد ان تهديد ترامب بفتح الجحيم على اعدائنا لكنه فتح ابواب الجحيم على مواطني دولة اسرائيل .
اما عن التهديدات التي يطلقها ترامب ضد ايران فهي لاتعدو ان تكون جوفاء لاتتخطى لغة الضغط الاقتصادي بالحدود القصوى لكن الحرب خط احمر ،
ويقول احد الاسرائيليين عن تهديدات ترامب (انه هو نفس ترامب الذي وعد خلال فترة ولايته الأولى بـ"النار والغضب كما لم يشهد العالم من قبل" إذا استمرت كوريا الشمالية في تهديد الولايات المتحدة، لنراه بعد ايام يقيم علاقة دافئة مع الدكتاتور الكوري كيم جونج أون..)
ويمكن للمتابع ان يرصد عدة اشارات بعثها ترامب بهذا الصدد
▪️اولها انه منذ البدء بحملته يشير في كل مناسبة الى ان هدفه انهاء الحروب وتصميمه ان امريكا لن تخوض اي حرب في عهده وبالتالي فان خوض حرب ضد ايران ليست مطروحة على اجندة ترامب بل وانه دخل حملته الانتخابية على اساس نقد سياسات الحروب التي خاضها الرؤوساء الذين سبقوه وانه كان بعلن انه يريد انهاء كل مظاهر الصراع في الشرق الاوسط ختى قبل وصوله رسميا للبيت الابيض.
▪️الثانية ان ترامب منذ ولايته الاولى كان يمتنع عن التصعيد العسكري مع ايران وكان ولازال يعلن جهارا نهارا ان هدفه ليس تغيير النظام في ايران بل يريد تحسين شروط الاتفاق النووي والوصول الى مصالحة مع ولاية الفقيه.
▪️واما الثالثة فقد سُئل منذ ايام حين حضر الى مبنى الكونجرس الأمريكي لحضور جلسة التصديق على نتائج الانتحابات سُئِل عما إذا كان لديه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قبل تنصيبه ترامب في وقت لاحق من هذا الشهر،
فأجاب: "أتمنى له التوفيق".
▪️ثم عاد ترامب لنشر مقطع فيديو على حسابه على موقع Truth Social تضمن حديثا لأستاذ أمريكي هو (جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا) يصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه مهووس بمحاولة دفع الولايات المتحدة إلى الذهاب إلى الحرب ضد إيران ويقول إنه أدخل الولايات المتحدة في حروب لا نهاية لها.
▪️يلاحظ المتابع ان الدول العربية قد خففت كثيرا من التعرض لايران في وسائلها الاعلامية وبدات بعض الدول بالتقرب لايران وهذا دليل اضافي الى ان تلك الدول ادركت ان ادارة ترامب لاترغب لالتثعيد مع ولاية الفقيه .
▪️واما الخيارات الوحيدة المتبقية هي
❗قيام ثورة داخل ايران والتغيير من الداخل وهذا الخيار اصبح مرجحا وبشدة مع تزايد النقمة الشعبية وانعدام الثقة بالمؤسسة الحاكمة وظهور اجيال جديدة تعيش قطيعة مع ولاية الفقيه وستزداد حالة التذمر خصوصا اذا ماعاد ترامب الى سياسة الضغوط الاقتصادية القصوى على ايران.
❗ ان تقوم اسرائيل منفردة بمهاجمة ايران مستغلة حالة الانكشاف التي تعيشها بعد ان تم الانتهاء من سحق امكانيات حزب الله الذي كانت ايران تستثمر وجوده على حدود اسرائيل للضغط عليها لجهة عدم مهاجمة العمق الايراني وهذا الاحتمال لاينال موافقة ترامب.
❗هل سيكون العراق ثمنا للصفقة القادمة بين ايران وترامب ...!!
أخشى ان يتم التنازل عن العراق وبشكل رسمي لصالح ايران كجزء من الصفقة الامريكية الايرانية القادمة،فكما منح أوباما سوريا لإيران كجائزة ترضية مقابل الاتفاق النووي سيكرر ترامب نفس نفس السيرة ولكن على حساب العراق هذه المرة رغم ان ايران تحتل العراق عمليا ولكن المقصود بالتنازل هو الاعتراف بهذا الاحتلال كأمر واقع وتشريعه عربيا ودوليا باعتبار ان العراق يمثل مساحة من المجال الحيوي ومن ضرورات الامن القومي الايراني.
فيكون العراق جائزة ترضية لايران كتعويض لها عن خسارة سوريا.
❗الستراتيجيات الأمريكية تجاه إيران...!!
حين تقرأ طبيعة إدارة العلاقات الأمريكية-الإيرانية على مدى نصف قرن في زمن الإدارات المختلفة جمهورية كانت ام ديمقراطية (الديمقراطي كارتر ، الجمهوري ريغان،
الجمهوري بوش الأب ، الديمقراطي كلينتون،
الجمهوري بوش الإبن،
الديمقراطي أوباما ،
الجمهوري ترامب،
الديمقراطي بايدن)
ستجد ان هناك خمسة مسارات تمثل الستراتيجيات الامريكية تجاه ايران وتتمثل
1 / ستراتيجية المصالحة:
كما حصل في عهد ريغان حين اتفقوا سرا على قيام الولايات المتحدة بتزويد ايران بالسلاح والتي عرفت بفضيحة إيران كونترا فيما بعد.
2/ ستراتيجية الإحتواء
وتتمثل في المزج بين العقوبات والاغراءات والتحجيم كما حصل في عهد كلينتون وترامب
3/ ستراتيجية التفاهم
كما حصل في زمن بوش الإبن حين جرى تفاهم غير مكتوب تضمن انخراط ايران في تسهيل احتلال الولايات المتحدة للعراق وافغانستان.
4/ ستراتيجية الاتفاق
كما حصل في عهد اوباما حين تم انتاج الاتفاق النووي مقابل تسليم ايران ملف العراق وسوريا ولبنان.
5/ ستراتيجية التغيير ..
وتتمثل في التلويح بتغيير النظام من الداخل عبر دعم المظاهرات والاحتجاجات داخل ايران كما حصل في ولاية اوباما الاولى حين دعم بشكل محدود الاحتجاجات الشعبية ضد اعادة انتخاب احمدي نجاد ،او كما حصل اثناء مظاهرات الشارع في زمن بايدن في الاحتجاجات التي اندلعت في اعقاب حادثة مهسا اميني، ولكن الملاحظ ان الادارة الامريكية لم تكن ترغب بالتغيير ولذلك حددت لنفسها سقفا منخفضا في دعم الاحتجاجات بحيث تؤدي فقط الى الضغط على النظام وليس تغييره والدليل ان اوباما واثناء مظاهرات الشعب الايراني بسبب ازمة الوقود قام فورا بتحويل مبلغ ملياري دولار لدعم موقف الحكومة الايرانية .
والخلاصة ان سياسة الادارات الامريكية طيلة اربعين عاما لم تتضمن خطة للحرب او الدخول بشكل مباشر لتغيير النظام او دعم الاقليات الانفصالية كما فعلت وتفعل في العراق وسوريا والسودان ...
تعليقات
إرسال تعليق